فصل: من لطائف القشيري في الآية:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.قال السعدي:

{هُدًى لِلْمُتَّقِينَ} والهدى: ما تحصل به الهداية من الضلالة والشبه، وما به الهداية إلى سلوك الطرق النافعة، وقال: {هُدًى} وحذف المعمول، فلم يقل هدى للمصلحة الفلانية، ولا للشيء الفلاني، لإرادة العموم، وأنه هدى لجميع مصالح الدارين، فهو مرشد للعباد في المسائل الأصولية والفروعية، ومبين للحق من الباطل، والصحيح من الضعيف، ومبين لهم كيف يسلكون الطرق النافعة لهم، في دنياهم وأخراهم.
وقال في موضع آخر: {هُدًى لِلنَّاسِ} فعمم، وفي هذا الموضع وغيره {هُدًى لِلْمُتَّقِينَ} لأنه في نفسه هدى لجميع الخلق. فالأشقياء لم يرفعوا به رأسا، ولم يقبلوا هدى الله، فقامت عليهم به الحجة، ولم ينتفعوا به لشقائهم، وأما المتقون الذين أتوا بالسبب الأكبر، لحصول الهداية، وهو التقوى التي حقيقتها: اتخاذ ما يقي سخط الله وعذابه، بامتثال أوامره، واجتناب النواهي، فاهتدوا به، وانتفعوا غاية الانتفاع. قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا} فالمتقون هم المنتفعون بالآيات القرآنية، والآيات الكونية.
ولأن الهداية نوعان: هداية البيان، وهداية التوفيق. فالمتقون حصلت لهم الهدايتان، وغيرهم لم تحصل لهم هداية التوفيق. وهداية البيان بدون توفيق للعمل بها، ليست هداية حقيقية تامة. اهـ.

.قال الشنقيطي:

قوله تعالى: {هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ}:
صرح في هذه الآية بأن هذا القرآن هدى للمتقين، ويفهم من مفهوم الآية- أعني مفهوم المخالفة المعروف بدليل الخطاب- أن غير المتقين ليس هذا القرآن هدى لهم، وصرح بهذا المفهوم في آيات أخر كقوله: {قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُواْ هُدًى وَشِفَاءٌ والذين لاَ يُؤْمِنُونَ في آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى} [فصلت: 44] وقوله: {وَنُنَزِّلُ مِنَ القرآن مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ الظالمين إَلاَّ خَسَارًا} [الإسراء: 82] وقوله: {وَإِذَا مَا أُنزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُمْ مَّن يَقُولُ أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هذه إِيمَانًا فَأَمَّا الذين آمَنُواْ فَزَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ وَأَمَّا الذين فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَتْهُمْ رِجْسًا إلى رِجْسِهِمْ وَمَاتُواْ وَهُمْ كَافِرُونَ} [التوبة: 124- 125] وقوله تعالى: {وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مِّنْهُم مَّا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ طُغْيَانًا وَكُفْرًا} [المائدة: 64] الآيتين. ومعلوم أن المراد بالهدى في هذه الآية الهدى الخاص الذي هو التفضل بالتوفيق إلى دين الحق، لا الهدى العام، الذي هو إيضاح الحق. اهـ.

.قال ابن الجوزي:

واختلف العلماء في معنى هذه الآية على ثلاثة أقوال:
أحدها: أن ظاهرها النفي، ومعناها النهي، وتقديرها: لا ينبغي لأحد أن يرتاب به لإتقانه وإحكامه.
ومثله: {ما كان لنا أن نشرك بالله من شيء} [يوسف: 38] أي: ما ينبغي لنا.
ومثله: {فلا رفت ولا فسوق} [البقرة: 196] وهذا مذهب الخليل، وابن الأنباري.
والثاني: أن معناها: لا ريب فيه أنه هدىً للمتقين.
قاله المبرّد.
والثالث: أن معناها: لا ريب فيه أنه من عند الله، قاله مقاتل في آخرين.
فإن قيل: فقد ارتاب به قوم.
فالجواب: أنه حق في نفسه، فمن حقق النظر فيه علم.
قال الشاعر:
ليس في الحق يا أمامة ريب ** إنما الريب ما يقول الكذوب

فإن قيل: فالمتقي مهتد، فما فائدة اختصاص الهداية به؟
فالجواب من وجهين.
أحدهما: أنه أراد المتقين، والكافرين، فاكتفى بذكر أحد الفريقين، كقوله تعالى: {سرابيل تقيكم الحر} [النحل: 81] أراد: والبرد.
والثاني: أنه خصَّ المتقين لانتفاعهم به، كقوله: {إنما أنت منذر من يخشاها} [النازعات: 45].
وكان منذرًا لمن يخشى ولمن لا يخشى. اهـ.

.قال في البحر المديد:

درجات التقوى:
المتقي: من جعل بينه وبين مقت الله وقاية، وله ثلاث درجات:
حفظ الجوارح من المخالفات، وحفظ القلوب من المساوئ والهفوات، وحفظ السرائر من الوقوف مع المحسوسات، فالأولى لمقام الإسلام، وإليه توجه الخطاب بقوله: {فَاتَقُواْ اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ} [التّغَابُن: 16]، والثانية لمقام الإيمان، وإليه توجه الخطاب بقوله: {فَاتَّقُواْ اللَّهَ يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ} [المَائدة: 100]، والثالثة لمقام الإحسان، وإليه توجه الخطاب بقوله: {اتَّقُواْ اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ} [آل عِمرَان: 102].
يقول الحقّ جلّ جلاله: {ذَلِكَ الكِتَابُ} الذي لا يقرب ساحتَه شكٍّ ولا ارتياب، هو عين الهداية لأهل التقى من ذوي الألباب، فلا يزالون يَتَرَقَّوْنَ به في المقامات والأحوال حتى يسمعوه من الكبير المتعال، بلا واسطة تبليغ ولا إرسال، قد انمحت في حقهم الرسوم والأشكال، وهذه غاية الهداية، وتحقيق سابق العناية.
قال جعفر الصادق: والله لقد تجلّى الله تعالى لخلقه في كلامه ولكن لا يشعرون.
وقال أيضًا- وقد سألوه عن حالة لحقَته في الصلاة حتى خرّ مغشيًّا عليه، فلما سُرِّيَ عنه، قيل له في ذلك فقال: ما زلت أرددت الآية على قلبي حتى سمعتها من المتكلم بها، فلم يثبت جسمي لمعاينة قدرته.
فدرجات القراءة ثلاث:
أدناها: أن يقرأ العبد كانه يقرأ على الله تعالى واقفًا بين يديه، وهو ناظر له ومستمع منه، فيكون حاله السؤال والتملق والتضرّع والابتهال.
والثانية: أن يشهد بقلبه كأن الله تعالى يخاطبه بألفاظه، ويناجيه بإنعامه وإحسانه، فمقامه الحياء والتعظيم، والإصغاء والفهم.
والثالثة: أن يرى في الكلام المتكلم، فلا ينظر إلى نفسه ولا إلى قراءته، بل يكون فانيّا عن نفسه، غائبًا في شهود ربه، لم يبق له عن نفسه إخبار ولا مع غير الله قرار.
فالأولى لأهل الفناء في الأفعال، والثانية لأهل الفناء في الصفات، والثالثة لأهل الفناء في شهود الذات، رضي الله عنهم، وحشرنا على منهاجهم... آمين. اهـ.

.قال ابن كثير:

وقال ابن أبي حاتم: حدثنا أبي، حدثنا عبد الله بن عمران، حدثنا إسحاق بن سليمان، يعني الرازي، عن المغيرة بن مسلم، عن ميمون أبي حمزة، قال: كنت جالسًا عند أبي وائل، فدخل علينا رجل، يقال له: أبو عفيف، من أصحاب معاذ، فقال له شقيق بن سلمة: يا أبا عفيف، ألا تحدثنا عن معاذ بن جبل؟ قال: بلى سمعته يقول: يحبس الناس يوم القيامة في بقيع واحد، فينادي مناد: أين المتَّقون؟ فيقومون في كَنَفٍ من الرّحمن لا يحتجب الله منهم ولا يستتر. قلت: من المتَّقون؟ قال: قوم اتَّقوا الشرك وعبادة الأوثان، وأخلصوا لله العبادة، فيمرون إلى الجنة.
وأصل التقوى: التوقي مما يكره لأن أصلها وقوى من الوقاية. قال النابغة:
سقط النصيف ولم ترد إسقاطه ** فتناولته واتقتنا باليد

وقال الآخر:
فألقت قناعا دونه الشمس واتقت ** بأحسن موصولين كف ومعصم

وقد قيل: إن عمر بن الخطاب رضي الله عنه، سأل أبيّ بن كعب عن التقوى، فقال له: أما سلكت طريقًا ذا شوك؟ قال: بلى قال: فما عملت؟ قال: شمرت واجتهدت، قال: فذلك التقوى.
وقد أخذ هذا المعنى ابن المعتز فقال:
خل الذنوب صغيرها ** وكبيرها ذاك التقى

واصنع كماش فوق أر ** ض الشوك يحذر ما يرى

لا تحقرن صغيرة ** إن الجبال من الحصى

وأنشد أبو الدرداء يومًا:
يريد المرء أن يؤتى مناه ** ويأبى الله إلا ما أرادا

يقول المرء فائدتي ومالي ** وتقوى الله أفضل ما استفادا

وفي سنن ابن ماجه عن أبي أمامة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما استفاد المرء بعد تقوى الله خيرًا من زوجة صالحة، إن نظر إليها سرته، وإن أمرها أطاعته، وإن أقسم عليها أبرته، وإن غاب عنها حفظته في نفسها وماله». اهـ.

.من لطائف وفوائد المفسرين:

.قال في ملاك التأويل:

قوله تعالى: {ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين} فوصفه سبحانه بكونه هدى للمتقين وقال تعالى في وصف التوراة والإنجيل في أول سورة آل عمران: {وأنزل التوراة والإنجيل من قبل هدى للناس} ولم يقل هنا هدى للمتقين فللسائل أن يسأل عن الفرق الموجب اختصاص كل من الموضعين بما ورد فيه وهل كان يحسن ورود الناس في موضع المتقين وورود المتقين في موضع الناس؟
والجواب: أن الملائم المناسب ما ورد وأن عكسه غير ملائم ولا مناسب ووجه ذلك أن الكتاب المشار إليه هو الكتاب العزيز على ما في مآخذ المفسرين من التفصيل وهو مما خصت به هذه الأمة، والتوراة كتاب موسى عليه السلام لبنى إسرائيل والإنجيل كتاب عيسى عليه السلام ولأمة محمد صلى الله عليه وسلم الفضل المعلوم فأشير بالمتقين إلى حال المخصوصين به، وقيل في الآخرين: هدى للناس ليشعر بحال أهل الكتابين وفضل أهل الكتاب العزيز عليهم فلا يلائم كل موضع إلا بما ورد فيه.
فإن قيل: إنما صح لهم الوصف بالتقوى بعد اهتدائهم بالكتاب وتصديقهم به والتزامهم ما تضمنه.
قلت: لحظ في ذلك الغاية فهو من باب التسمية بالمآل وهو باب واسع ومنه: {إنى أرانى أعصر خمرا} وإذا تقرر ما ذكرناه فعكس الوارد غير ملائم، والله أعلم بما أراد. اهـ.

.من لطائف القشيري في الآية:

قال عليه الرحمة:
قوله جلّ ذكره: {ذَلِكَ الكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ}.
قيل ذلك الكتاب أي هذا الكتاب، وقيل إشارة إلى ما تقدم إنزاله من الخطاب، وقيل ذلك الكتاب الذي وعدْتُك إنزاله عليك يوم الميثاق.
لا ريب فيه، فهذا وقت إنزاله. وقيل ذلك الكتاب الذي كتبتُ فيه الرحمةَ على نفسي لأمتك- لا شك فيه، فتحقق بقولي.
وقيل الكتاب الذي هو سابق حكمي، وقديم قضائي لمن حكمت له بالسعادة، أو ختمت عليه بالشقاوة لا شك فيه.
وقيل حكمي الذي أخبرت أن رحمتي سبقت على غضبي لا شك فيه.
وقيل إشارة إلى ما كتب في قلوب أوليائه من الإيمان والعرفان، والمحبة والإحسان، وإن كتاب الأحباب عزيز على الأحباب، لاسيما عند فقد اللقاء، وبكتاب الأحباب سلوتهم وأنسهم، وفيه شفاؤهم ورَوْحهم، وفي معناه أنشدوا:
وكتْبُكَ حولي لا تفارق مضجعي ** وفيها شفاء للذي أنا كاتم

وأنشدوا:
ورد الكتاب بما أقَرَّ عيوننا ** وشفى القلوب فَنِلْن غايات المنى

وتقاسم الناسُ المسرةَ بينهم ** قِسَمًا وكان أجلهم حَظًّا أنا

قوله جلّ ذكره: {هَدىً لِلمُتَّقِينَ}.
أي بيانًا وحجة، وضياء ومحجة، لمن وقاه الحق سبحانه وتعالى من ظلمات الجهل، وبصَّره بأنوار العقل، واستخلصه بحقائق الوصل. وهذا الكتاب للأولياء شفاء، وعلى الأعداء عمًى وبلاء. المُتَّقي من اتقى رؤية تقاه، ولم يستند إلى تقواه، ولم يَرَ نجاته إلا بفضل مولاه. اهـ.
فائدة: أصناف الناس:
اعلم أن الناس بحسب العاقبة سبعة أصناف لأنهم: إمّا سعداء، وإمّا أشقياء. قال الله تعالى: {فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ} والأشقياء أصحاب الشمال، والسعداء إمّا أصحاب اليمين، وإمّا السابقون المقرّبون. قال الله تعالى: {وَكُنتُمْ أَزْوَاجًا ثَلاَثَةً} الآية. وأصحاب الشمال إمّا المطرودون الذين حقّ عليهم القول وهم أهل الظلمة والحجاب الكلي المختوم على قلوبهم أزلًا، كما قال تعالى: {وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِّنَ الْجِنِّ وَالإِنْس} إلى آخر الآية. وفي الحديث الربانيّ: «هؤلاء خلقتهم للنار ولا أبالي».
وأما المنافقون الذين كانوا مستعدّين في الأصل، قابلين للتنوّر بحسب الفطرة والنشأة، ولكن احتجبت قلوبهم بالرين المستفاد من اكتساب الرذائل وارتكاب المعاصي، ومباشرة الأعمال البهيمية، والسبعية، ومزاولة المكايد الشيطانية، حتى رسخت الهيئات الفاسقة والملكات المظلمة في نفوسهم، وارتكمت على أفئدتهم فبقوا شاكين حيارى تائهين، قد حبطت أعمالهم، وانتكست رؤوسهم فهم أشدّ عذابًا وأسوأ حالًا من الفريق الأول لمنافاة مسكة استعدادهم لحالهم. والفريقان هم أهل الدنيا وأصحاب اليمين.
أما أهل الفضل والثواب، الذين آمنوا وعملوا الصالحات للجنة راجين لها، راضين بها، فوجدوا ما عملوا حاضرًا على تفاوت درجاتهم، ولكلّ درجات مما عملوا. ومنهم أهل الرحمة الباقون على سلامة نفوسهم، وصفاء قلوبهم، المتبوئون درجات الجنة على حسب استعداداتهم من فضل ربهم، لا على حسب كمالاتهم من ميراث عملهم.
وأما أهل العفو الذين خلطوا عملًا صالحًا وآخر سيئًا، وهم قسمان: المعفوّ عنهم رأسًا لقوة اعتقادهم، وعدم رسوخ سيئاتهم لقلّة مزاولتهم إياها، أو لمكان توبتهم عنها. فأولئك يبدّل الله سيئاتهم حسنات، والمعذبون حينًا بحسب ما رسخ فيهم من المعاصي حتى خلصوا عن درن ما كسبوا، فنجوا وهم أهل العدل والعقاب، والذين ظلموا من هؤلاء سيصيبهم سيئات ما كسبوا. لكن الرحمة تتداركهم وثلاثتهم أهل الآخرة.
والسابقون إمّا محبون وإمّا محبوبون، فالمحبون هم الذين جاهدوا في الله حقّ جهاده، وأنابوا إليه حقّ إنابته، فهداهم سبله. والمحبوبون هم أهل العناية الأزلية الذين اجتباهم وهداهم إلى صراط مستقيم. والصنفان هما أهل الله، فالقرآن ليس هدًى للفريق الأول من الأشقياء لامتناع قبولهم للهداية لعدم استعدادهم، ولا للثاني لزوال استعدادهم ومسخهم وطمسهم بالكلية بفساد اعتبادهم، فهم أهل الخلود في النار إلا ما شاء الله. فبقي هدى للخمسة الأخيرة الذين يشملهم المتقون، والمحبوب يحتاج إلى هداية الكتاب بعد الجذب والوصول لسلوكه في الله لقوله تعالى لحبيبه: {كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ} وقوله: {وَكُلًا نَّقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَك}. والمحبّ يحتاج إليه قبل الوصول والجذب وبعده لسلوكه إلى الله وفي الله.
فعلى هذا، المتقون في هذا الموضع هم المستعدّون الذين بقوا على فطرتهم الأصلية، واجتنبوا رين الشرك والشك لصفاء قلوبهم وزكاء نفوسهم، وبقاء نورهم الفطري، فلم ينقضوا عهد الله. اهـ.